«ضمن تحقيقات موسعة».. توقيف مئات المتهمين بإساءة معاملة أطفال في ماليزيا

أعلنت الشرطة الماليزية عن توقيف 355 شخصًا، ضمن تحقيقات واسعة النطاق تتعلق بإساءة معاملة أطفال في دور رعاية تُديرها مجموعة أعمال تُعرف باسم "غلوبال إخوان للخدمات والأعمال" (جي آي إس بي)، وهي شركة مرتبطة بطائفة إسلامية محظورة في البلاد. 

وأوضح المفتش العام للشرطة الماليزية، رضا الدين حسين، أن المشتبه بهم اعتُقلوا مساء أمس السبت، في عملية موسعة تمتد لتعقب المتورطين مع هذه الشركة، التي يُعتقد أنها على صلة بطائفة "الأرقم" التي حظرتها السلطات الماليزية في عام 1994 بسبب نشرها تعاليم دينية منحرفة، وفق وكالة "فرانس برس".

وبحسب بيان الشرطة، داهمت السلطات 82 موقعًا مختلفًا في إطار الحملة التي شملت مدارس دينية، شركات، ومؤسسات خيرية، ومساكن خاصة، وتم إنقاذ ما لا يقل عن 186 ضحية من الأطفال الذين تعرضوا لسوء المعاملة في دور الرعاية التي تديرها "جي آي إس بي"، ومن بين الموقوفين رئيس الشركة، نصير الدين علي، و30 من أعضاء المجموعة، 

وجاءت هذه العملية بعد سلسلة من التحقيقات استمرت عدة أشهر، حيث أظهرت أدلة تشير إلى وجود أنشطة مشبوهة ترتبط بإساءة معاملة الأطفال.

طائفة الأرقم

تعود جذور شركة "غلوبال إخوان" إلى طائفة "الأرقم" التي أُسست في السبعينيات واعتبرتها السلطات الماليزية في التسعينيات جماعة دينية منحرفة بسبب تعاليمها الخارجة عن المألوف. 

وبعد حظرها في عام 1994، تحول العديد من أعضائها إلى الأعمال التجارية تحت غطاء شركة "جي آي إس بي". 

وتثير هذه المجموعة الجدل في ماليزيا بسبب أيديولوجياتها، بما في ذلك إطلاق "نادي الزوجات المطيعات" في عام 2011، والذي دعا إلى خضوع المرأة الكامل لزوجها.

تجميد الأصول

أكدت السلطات الماليزية أنها قامت بتجميد 96 حسابًا مصرفيًا مرتبطًا بـ"جي آي إس بي" تحتوي على مبالغ إجمالية تقدر بـ124 ألف دولار، وذلك في إطار جهودها لتعقب الأنشطة المالية غير القانونية المحتملة التي قد تكون مرتبطة بإساءة استغلال الأموال في تشغيل دور الرعاية والمؤسسات التابعة للشركة.

وأثارت هذه التطورات جدلاً واسعًا داخل ماليزيا وخارجها، حيث أدان العديد من نشطاء حقوق الإنسان والحركات المدنية الانتهاكات التي تعرض لها الأطفال، داعين إلى محاسبة صارمة لكل المتورطين. 

وجرى التأكيد على ضرورة تعزيز الرقابة الحكومية على المؤسسات الدينية والخيرية لضمان حماية حقوق الأطفال والنساء في دور الرعاية والمنظمات ذات الطابع الديني.

أعمال متنوعة

تُعرف "غلوبال إخوان" بأنها تدير أعمالًا متنوعة في عدة دول، تشمل إندونيسيا، وفرنسا، وبريطانيا، ما يثير قلقًا دوليًا حول مدى انتشار أنشطتها. 

وعلى الرغم من مزاعم المجموعة بأنها تقدم خدمات إنسانية وتعليمية، فإن علاقاتها المشبوهة بطائفة "الأرقم" زادت من الشكوك حول أهدافها الحقيقية.